عاث الزمان في ذكرياتنا
محى عن الجدران خربشات الطفولة
و بقايا حرفين من عهد الصبا
كل شي تبعثر هنا
حين تركنا الاماكن لريح الأسى
و علقنا أما نينا على مشجب الأنتظار
بالية تلك الأماني
و عقيم ذلك النهار
أوراقنا تلوكها يد الوقت
تغمسها في ظلمة الليل
و تمضغ ما جاد به السطر
و تمج بقايا الحبر
حين كنا نكتب الشوق
ونرسم عيون الفجر
في الزاوية القصية من الذكرى
لقاء تلاشي منه كل أثر
إلا الظلال بقت مختبئة
في عيون الجدار
صرير بوابة الأمس
عويل على مرارة اليوم
و شباك يوعد بالأمل
و يعري الظنون
على حقيقة
أن كل شيء رحل
غيابك كان شيئا غير محتمل
حتى الأماكن أدركتها
فوضى الحزن
فما بالك بي أنا
وفي صدري قلبا يحن
أنظر
تمعن جيدا
كيف يفعل الزمن
فلا تنصدم عندما نلتقى
أن وجدت أننا لم نعد نحن