هل تقبل بهذا الحب؟؟؟
لم أتخيل يوما أن أكون لغيره .... تتمرد علي كل خيالاتي و أحلامي لمجرد التفكير في أن أكون في أحضان أحد غيره .... رغم الحرمان ... رغم اللوعة .... لا أريد الحب من أحد سواه
الذي علمني هذا الحب و جعل قلبي يرقص على أنغام العشق .... لا يمكن إلا أن احتويه بكل نبضة من نبضاتي و بكل قطرة من دمي .... هكذا الدنيا .... تعلمنا معنى الحب عند البأس و الاضطرار ...
إذا كان في قلبي بقايا من وفاء ... فلا أحد غيره يستحقه ..
منذ نعومة أظفاري و أنا أعيش في أرجاء هذا البيت الدافئ .. كل زاوية من زواياه لي فيها ذكرى و حكاية ... إنه بيت جدي ... في هذا البيت كنت أعيش جل عمري ... في أركان هذا البيت و ساحاته كنت ألعب مع ابن عمي رائد ..... كنا نلعب و نلهو ببراءة تغمرها مرح الطفولة ... إلى أن كبر هذا المرح ... و أصبح إحساسا عارما يسكن هذين القلبين الصغيرين .... غدا هذا الإحساس حبا عاصفا يجتاح قلوبنا و يغمرها بالجنون و العشق ..
أولى حروف الحب و أبجديات الغرام تعلمتها على يديه ... لم أذق لوعة الحنين و الشوق الا في غيابه .. لم يرقص قلبي فرحا الا للقائه ... لم أعرف معنى الهذيان إلا عندما أسمع كلامه ....
في شهامته رجولة تأسرني ... في محياه ملامح تتوهني ... كلماته تهز كل ما بي ....
كنا نحلم معا ... كنا نحلم باليوم الذي يجمعنا فيه سقف واحد .... خيالاتنا كانت ترسم لنا أيامنا الوردية القادمة .... خططنا لأدق التفاصيل في حياتنا المقبلة .....
بعد تخرجنا .... عمل ابن عمي في مكتب للمحاماة ... أما أنا فقد التحقت بالتدريس ... هاهو الحلم .. قد بدأت تتضح ملامحه ... بدأنا نخطو أولى خطواتنا نحوه ..... " كما عاهدتك يا حبيبي ... حياتنا سنبنيها معا ... سأكون عونا لك في كل شيء ... لن أخذلك "
وافق الأهل على أن تتم الخطبة .... فقد كانوا خير شاهد على هذه الأسطورة الخيالية التي جمعتنا ....
ليلة كتب الكتاب أو كما نسميها بالخليجي ( الملجة) ... كانت ليلة من ليالي الخيال ... في هذه الليلة كانت تتعانق عيوننا.... فيمر بين ناظريها شريط ذكريات الطفولة كاملا .. الدراجة الصغيرة التي كنا نركبها معا .... كيس الحلوى الذي كنا نتقاسمه معا ... قلاع الرمل التي كنا نبنيها معا لتأتي الأمواج الغاضبة فتنتشلها و تتعالى ضحكاتنا عندما تغمرنا المياه ... ثمار العنب الذي كان لا يستلذ بها الا اذا وضعتها بيدي في فمه .... كل ذكرى تمر كان يفوح عبيرها و يغمرنا بنشوة و سعادة نلمح بريقها في أعيننا ..... يااااااااه .... و أخيرا تحقق الحلم يا حبيبي .... أصبحت لك وحدك ..... أنا حلالك .....
عشنا معا هذه الأيام .... كانت من الخيال ...... كم هي جميلة هذه الحياة عندما تفتح أذرعها لنا و تحتضننا بكل هذا الحب ....
و لكن ........
يبدو أن الوقت قد حان للقدر أن يلعب لعبته بنا ...... هذا القدر الذي لم تعجبه هذه السعادة التي كانت تغمرنا ...فأراد أن يقول كلمته ....
إنها الساعة الرابعة و النصف فجرا .. اعتدت في مثل هذا الوقت أن أتصل في رائد لأوقظه لصلاة الفجر... أحاول مرار الاتصال .. الهاتف يرن و ما من مجيب ... بعد عدة محاولات .. جاءني صوت لكنه ليس رائد ... إنه عمي .. " ألو ... مرحبا ليال .. حبيبتي لا تقلقي .. شعر رائد بتعب بسيط و نقلناه للمستشفى للاطمئنان عليه .. لا داعي للقلق حبيبتي .. سأطمئنك حالما يخرج من عند الطبيب " ..... " ماذا ؟ تعب ؟ في مثل هذا الوقت ؟ " ... لوهلة شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي ... " يا رب رحمتك " .. لم أتمالك نفسي .. و لم استطع الانتظار
ارتديت عباءتي في عجل ... و ركبت سيارتي وأنا في حالة هستيرية .. قدت السيارة بسرعة جنونية .. لا أعرف كيف وصلت الى المستشفى ...
عاينه الأطباء ... اتفقوا جميعا على أن عضلة القلب لديه ضعيفة ... و حتى يستطيع أن يتزوج و يعيش حياة طبيعية من جميع النواحي ,,, يجب إجراء عملية غاية في الدقة و الخطورة .... و نسبة نجاح العملية ضئيلة جدا بالنسبة لحالته ... و لم يتوصل الطب بعد لنتائج مرضية لهذا النوع من العمليات ..
اجتمع كبير الأطباء بي و بوالديه .... " هل نجري العملية ؟ هل أنتم موافقون ؟ " ....
سألته : " كيف ستكون حالته ان لم نعمل العملية؟ "
أجابه الطبيب : " يجب ان يبتعد عن أية انفعالات و ضغوطات ... و ممارسة العلاقة الزوجية لمن هم في مثل حالته تعتبر خطرة على حياته !! "
" أستأذن ... أترككم لبعض الوقت حتى تتشاوروا .. "
خرج الطبيب ... خيم السكون على الغرفة .. لا أحد يستطيع أن يتكلم .. ماذا نفعل؟ ..
التفت إلي عمي قائلا .. " إجراء العملية فيه خطورة على رائد .. فقلبه ضعيف و ......"
" لا .... لن أوافق على العملية ... لن أضحي بشعرة من جسد رائد ... أنا أحببته كما هو .. و حرماننا من ممارسة هذا الشيء لن يؤثر على حبنا ... " نهضت مسرعة نحو الباب لأنادي الطبيب ... " أيها الطبيب ... لن نعمل العملية ... انتهى الأمر"
لم استطع الانتظار أكثر .... " أين رائد ؟ أريد أن أراه .. خذوني له " .... أرشدتني الممرضة الى غرفته ... دخلت عليه ... كان وجهه شاحبا ...
توجهت مسرعة له ... أخذت يده .. ضممتها الى صدري .... " أحبك ... ستكون بخير " .. نهضت و قبلت جبينه ... ثم مسحت وجنتيه اللتان تبللتا من دموعي التي انهمرت عليهما ..." أحبك .. لن يفرق بيننا المرض ... أعدك .. أعدك .. لن أكون لغيرك "
دخل الطبيب مبتسما ... " سأصف له بعض الأدوية التي تنظم دقات القلب .. و لكن لا نريد أية انفعالات او ضغوطات على ولدنا رائد ... أنتن النساء .. أعرفكن جيدا ... ثرثرتكن و طلباتكن تشيب الرأس ... خفي عليه شوي "
ابتسمت و قلت له " بل سأكون له أحن قلب و أدفأ حضن ... سيجدني ملاكه الذي يحرص على راحته .. انه رائد و ليس يأي شخص عادي "
ساعدته على النهوض .. و على ارتداء معطفه ... التفت رائد علي قائلا ... " ليال .. هل لازلتي تريدينني ؟ هل تر***ن بالزواج من شخص ............. " أششششششش " ... وضعت يدي على فمه ... " لا تقل شيئا ... أنا خلقت لأكون حبيبة رائد وحده .. ان لم أكن لك فلن أكون لغيرك ... أحبك أحبك أحبك "
أمسك يدي .. و هو يبتسم .. و نظر في عيني و قال لي .. " أحبك ... "
خرجنا من المستشفى .... كان عمي بانتظارنا ... ركبنا السيارة و توجهنا الى منزل جدي ..
الجميع كان في انتظارنا هناك ... الكل يريد أن يطمئن على رائد .... اقترب منا جدي ... همس في أذني .. " ليال .. أريد أن اكلمك أنت و رائد لوحدكما " ..... " حاضر جدي "
توجهنا الى غرفة جدي .... جلسنا .. و جلس جدي بالقرب منا ... أمسك بيد رائد و وضعها على يدي ... نظر إلى رائد و قال له .. " رائد ... منذ هذه اللحظة .. ليال زوجتك ... من اليوم ستتوجه ليال الى منزلكم ... بارك الله فيكما و لكما و رزقكما ........ سكت جدي برهة .. ثم قال ... رزقكما الحياة الهانئة السعيدة " ...
اقترب رائد مني ... قبل جبيني و ضمني الى صدره ...
و أنت عزيزي / او أنتي عزيزتي .....
هل تضحون من أجل من تحبون هذه التضحية ؟؟
لم أتخيل يوما أن أكون لغيره .... تتمرد علي كل خيالاتي و أحلامي لمجرد التفكير في أن أكون في أحضان أحد غيره .... رغم الحرمان ... رغم اللوعة .... لا أريد الحب من أحد سواه
الذي علمني هذا الحب و جعل قلبي يرقص على أنغام العشق .... لا يمكن إلا أن احتويه بكل نبضة من نبضاتي و بكل قطرة من دمي .... هكذا الدنيا .... تعلمنا معنى الحب عند البأس و الاضطرار ...
إذا كان في قلبي بقايا من وفاء ... فلا أحد غيره يستحقه ..
منذ نعومة أظفاري و أنا أعيش في أرجاء هذا البيت الدافئ .. كل زاوية من زواياه لي فيها ذكرى و حكاية ... إنه بيت جدي ... في هذا البيت كنت أعيش جل عمري ... في أركان هذا البيت و ساحاته كنت ألعب مع ابن عمي رائد ..... كنا نلعب و نلهو ببراءة تغمرها مرح الطفولة ... إلى أن كبر هذا المرح ... و أصبح إحساسا عارما يسكن هذين القلبين الصغيرين .... غدا هذا الإحساس حبا عاصفا يجتاح قلوبنا و يغمرها بالجنون و العشق ..
أولى حروف الحب و أبجديات الغرام تعلمتها على يديه ... لم أذق لوعة الحنين و الشوق الا في غيابه .. لم يرقص قلبي فرحا الا للقائه ... لم أعرف معنى الهذيان إلا عندما أسمع كلامه ....
في شهامته رجولة تأسرني ... في محياه ملامح تتوهني ... كلماته تهز كل ما بي ....
كنا نحلم معا ... كنا نحلم باليوم الذي يجمعنا فيه سقف واحد .... خيالاتنا كانت ترسم لنا أيامنا الوردية القادمة .... خططنا لأدق التفاصيل في حياتنا المقبلة .....
بعد تخرجنا .... عمل ابن عمي في مكتب للمحاماة ... أما أنا فقد التحقت بالتدريس ... هاهو الحلم .. قد بدأت تتضح ملامحه ... بدأنا نخطو أولى خطواتنا نحوه ..... " كما عاهدتك يا حبيبي ... حياتنا سنبنيها معا ... سأكون عونا لك في كل شيء ... لن أخذلك "
وافق الأهل على أن تتم الخطبة .... فقد كانوا خير شاهد على هذه الأسطورة الخيالية التي جمعتنا ....
ليلة كتب الكتاب أو كما نسميها بالخليجي ( الملجة) ... كانت ليلة من ليالي الخيال ... في هذه الليلة كانت تتعانق عيوننا.... فيمر بين ناظريها شريط ذكريات الطفولة كاملا .. الدراجة الصغيرة التي كنا نركبها معا .... كيس الحلوى الذي كنا نتقاسمه معا ... قلاع الرمل التي كنا نبنيها معا لتأتي الأمواج الغاضبة فتنتشلها و تتعالى ضحكاتنا عندما تغمرنا المياه ... ثمار العنب الذي كان لا يستلذ بها الا اذا وضعتها بيدي في فمه .... كل ذكرى تمر كان يفوح عبيرها و يغمرنا بنشوة و سعادة نلمح بريقها في أعيننا ..... يااااااااه .... و أخيرا تحقق الحلم يا حبيبي .... أصبحت لك وحدك ..... أنا حلالك .....
عشنا معا هذه الأيام .... كانت من الخيال ...... كم هي جميلة هذه الحياة عندما تفتح أذرعها لنا و تحتضننا بكل هذا الحب ....
و لكن ........
يبدو أن الوقت قد حان للقدر أن يلعب لعبته بنا ...... هذا القدر الذي لم تعجبه هذه السعادة التي كانت تغمرنا ...فأراد أن يقول كلمته ....
إنها الساعة الرابعة و النصف فجرا .. اعتدت في مثل هذا الوقت أن أتصل في رائد لأوقظه لصلاة الفجر... أحاول مرار الاتصال .. الهاتف يرن و ما من مجيب ... بعد عدة محاولات .. جاءني صوت لكنه ليس رائد ... إنه عمي .. " ألو ... مرحبا ليال .. حبيبتي لا تقلقي .. شعر رائد بتعب بسيط و نقلناه للمستشفى للاطمئنان عليه .. لا داعي للقلق حبيبتي .. سأطمئنك حالما يخرج من عند الطبيب " ..... " ماذا ؟ تعب ؟ في مثل هذا الوقت ؟ " ... لوهلة شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي ... " يا رب رحمتك " .. لم أتمالك نفسي .. و لم استطع الانتظار
ارتديت عباءتي في عجل ... و ركبت سيارتي وأنا في حالة هستيرية .. قدت السيارة بسرعة جنونية .. لا أعرف كيف وصلت الى المستشفى ...
عاينه الأطباء ... اتفقوا جميعا على أن عضلة القلب لديه ضعيفة ... و حتى يستطيع أن يتزوج و يعيش حياة طبيعية من جميع النواحي ,,, يجب إجراء عملية غاية في الدقة و الخطورة .... و نسبة نجاح العملية ضئيلة جدا بالنسبة لحالته ... و لم يتوصل الطب بعد لنتائج مرضية لهذا النوع من العمليات ..
اجتمع كبير الأطباء بي و بوالديه .... " هل نجري العملية ؟ هل أنتم موافقون ؟ " ....
سألته : " كيف ستكون حالته ان لم نعمل العملية؟ "
أجابه الطبيب : " يجب ان يبتعد عن أية انفعالات و ضغوطات ... و ممارسة العلاقة الزوجية لمن هم في مثل حالته تعتبر خطرة على حياته !! "
" أستأذن ... أترككم لبعض الوقت حتى تتشاوروا .. "
خرج الطبيب ... خيم السكون على الغرفة .. لا أحد يستطيع أن يتكلم .. ماذا نفعل؟ ..
التفت إلي عمي قائلا .. " إجراء العملية فيه خطورة على رائد .. فقلبه ضعيف و ......"
" لا .... لن أوافق على العملية ... لن أضحي بشعرة من جسد رائد ... أنا أحببته كما هو .. و حرماننا من ممارسة هذا الشيء لن يؤثر على حبنا ... " نهضت مسرعة نحو الباب لأنادي الطبيب ... " أيها الطبيب ... لن نعمل العملية ... انتهى الأمر"
لم استطع الانتظار أكثر .... " أين رائد ؟ أريد أن أراه .. خذوني له " .... أرشدتني الممرضة الى غرفته ... دخلت عليه ... كان وجهه شاحبا ...
توجهت مسرعة له ... أخذت يده .. ضممتها الى صدري .... " أحبك ... ستكون بخير " .. نهضت و قبلت جبينه ... ثم مسحت وجنتيه اللتان تبللتا من دموعي التي انهمرت عليهما ..." أحبك .. لن يفرق بيننا المرض ... أعدك .. أعدك .. لن أكون لغيرك "
دخل الطبيب مبتسما ... " سأصف له بعض الأدوية التي تنظم دقات القلب .. و لكن لا نريد أية انفعالات او ضغوطات على ولدنا رائد ... أنتن النساء .. أعرفكن جيدا ... ثرثرتكن و طلباتكن تشيب الرأس ... خفي عليه شوي "
ابتسمت و قلت له " بل سأكون له أحن قلب و أدفأ حضن ... سيجدني ملاكه الذي يحرص على راحته .. انه رائد و ليس يأي شخص عادي "
ساعدته على النهوض .. و على ارتداء معطفه ... التفت رائد علي قائلا ... " ليال .. هل لازلتي تريدينني ؟ هل تر***ن بالزواج من شخص ............. " أششششششش " ... وضعت يدي على فمه ... " لا تقل شيئا ... أنا خلقت لأكون حبيبة رائد وحده .. ان لم أكن لك فلن أكون لغيرك ... أحبك أحبك أحبك "
أمسك يدي .. و هو يبتسم .. و نظر في عيني و قال لي .. " أحبك ... "
خرجنا من المستشفى .... كان عمي بانتظارنا ... ركبنا السيارة و توجهنا الى منزل جدي ..
الجميع كان في انتظارنا هناك ... الكل يريد أن يطمئن على رائد .... اقترب منا جدي ... همس في أذني .. " ليال .. أريد أن اكلمك أنت و رائد لوحدكما " ..... " حاضر جدي "
توجهنا الى غرفة جدي .... جلسنا .. و جلس جدي بالقرب منا ... أمسك بيد رائد و وضعها على يدي ... نظر إلى رائد و قال له .. " رائد ... منذ هذه اللحظة .. ليال زوجتك ... من اليوم ستتوجه ليال الى منزلكم ... بارك الله فيكما و لكما و رزقكما ........ سكت جدي برهة .. ثم قال ... رزقكما الحياة الهانئة السعيدة " ...
اقترب رائد مني ... قبل جبيني و ضمني الى صدره ...
و أنت عزيزي / او أنتي عزيزتي .....
هل تضحون من أجل من تحبون هذه التضحية ؟؟